مرحبا صديقي العزيز، لابد وأنك ككل جزائري تحلم بإمتلاك وظيفة الحلم يوما
ما، تشتري بها منزلا فاخرا وسيارة فارهة لتفتخر أمام أصدقائك، ومن أجل ذلك
أنت اليوم في المدرسة أو الجامعة تحلم بالتخرج وامتلاك الوظيفة التي تحلم
بها منذ أن كنت صغيرا، لتتزوج بعدها بالفتاة التي تحبها وتعلن للعالم قدوم
أطفالك وتعيش سعيدا الى الابد.
لكن مهلا: إستيقظ، ومرحبا بك في عالمنا الواقعي فبين الحلم والحقيقة خط فاصل لايجتازه الا الشجعان.
إن المدرسة تعلمك مهارة تخولك العمل في مجال ما، وبعد التخرج تجد وظيفة لتبدأ في الادخار للمنزل ومشروع الزواج، هذا ماتعلمك إياه المدرسة طيلة 16 سنة من التعليم، لكن هل سألت نفسك ماذا بعد التخرج من الجامعة ؟ إنه سؤال مخيف، فبعد التخرج ستحتاج منزلا وستكون لك أسرة تنفق عليها فتحتاج للإدخار من جهة، وتزداد النفقات من جهة أخرى، ولاشيء يضمن لك وظيفة ذات دخل مرتفع، إذ هناك من تخرج قبلك وله أقدمية فتكون أنت موظف جديد ذو راتب صغير، فمع زيادة النفقات، والحاجة للإدخار، تحتاج أن تعمل بكد أكبر منتظرا الترقية يوما ما، فتزداد الضغوط عليك، وقد تكره ماتعمله أو يكون مديرك شريرا ويضغط عليك دائما، لكن لامفر لك فقد درست طوال سنوات عمرك وكافحت للحصول على وظيفة، فالحصول على وظيفة في إدارة ما أو شركة ما ليس أمرا سهلا، وها أنت تقارب الثلاثين ولم تتزوج بعد ومنزلك مازال حلما، فتضطر لتقبل استئساد مديرك عليك، وتتحمل ضغوط العمل وقد تعمل في وظيفة ثانية من أجل أن يزيد دخلك، فتزيد ساعات العمل وتزيد معها ضغوط العمل والضغوط الاجتماعية، فصديقك في الجامعة أصبح يسوق سيارة فارهة، فتحتاج أنت لسيارة، وملابس غالية وهاتف نقال أحدث صيحة ورحلة الى اسطنبول أو دبي وغير ذلك، فتزداد النفقات رغم أنه ازداد دخلك، فتجد نفسك مجددا مضطرا للعمل أكثر لكن لا تستطيعن فيومك فيه 24 ساعة فقط، فلا يمكنك الحصول على وظيفة ثالثة، فتجد نفسك في حفرة، واذا تزوجت وصار لك أولاد ظهرت نفقات جديدة فلم يعد دخلك كافيا، فتصبح حياتك متاهة كلها: إستيقظ - إذهب للعمل - اطعم الأولاد، إستيقظ - إذهب للعمل - اطعم الأولاد... فتجد نفسك كالهامستر الذي في الصورة في الأعلى يتعب نفسه في الجري ليجد نفسه في النهاية في المكان ذاته، هذه هي الحياة التي تنتظر من يحلم بالسهولة، إذن ماالحل؟
في وسط الكدح من أجل إطعام الأولاد وتسديد المال الذي إقترضته من البنك لشراء المنزل، وتسديد الفوائد الربوية لهذا القرض أيضا، ستبقى تعيش طول حياتك ظانا أن الترقية في وظيفتك أو الحصول على وظيفة ذات دخل أكبر هو حل المشكلة، أو تحلم أن تصبح ثريا لكي لاتضطر للعمل 15 ساعة في اليوم، لكن هذا ليس حل المشكلة، بل هذا يعجل من ظهور أعراضها. فما الحل؟
سأقول لك شيئا واحدا إستعمل هذا الذي بين أذنيك: عقلك.
الجامعة تعطيك مهارة للعمل في مجال ما، لكن من يطعم اولادك؟ إنه راتب وظيفتك، ومن هذا الراتب تسدد قرض المنزل وتشتري السيارة وتشتري الكماليات وغير ذلك، ومع كل هذا، راتب وظيفتك لن يبقى قادرا على سداد كل النفقات، فتحتاج لإدارة المال حتى تخرج من متاهة الفأر ولا تكون كالهامستر، أي أن الأمر يتعلق بـ "علم المال"، أي "كيف يعمل المال"؟
المشكلة هي أن الجامعة لاتعلمنا كيف يعمل المال بل تكتفي بإعطائنا مهارة في مجال ما للعمل من أجل المال لإطعام الأولاد وتسديد قرض المزل زائد الفوائد على هذا القرض، لكنها لاتعلمنا كيف يعمل المال؟
ياحبيبي هل سألت نفسك ماهو المال؟
إنه ذلك الشيء الجميل الذي يشتري لنا كل مانرغب فيه. هل هذا هو المال حقا، مجموعة أوراق تحمل رقما، 1000 مثلا ومرسوم فيها ثور أحمر اللون، قطعا لا.
إن الأوراق النقدية هي أوراق في المقام الأول، لكننا متفقون على إتخاذها مقياسا على حسب الجهذ المبذول من طرف شخص ما، فإذ لم يكن هناك إتفاق لم تعد هذه الأوراق ذات قيمة، فلن تقبل مني أن أدفع لك بالمارك الألماني مثلا والذي لم يعد أحد يستعمله (فقد تحولت ألمانيا لليورو)، لن تقبل مني ذلك رغم ان المارك كان من العملة الصعبة في الماضي لكن لا أحد يتفق أنه كذلك الآن، فلذلك لم يصبح ذو قيمة ولن تقبله مني.
لذلك فالمال ليس أوراقا مطبوعة، فماهو إذن؟
لنستمر في الحكاية، لدينا نجار ولدينا بناء، الأول يحضر المادة الأولية وهي الخشب وبجهده يحولها إلى طاولة جميلة، والثاني يحضر المادة الأولية وهي الإسمنت والطوب وبجهده يحولهما إلى منزل جميل، هذا بذل جهدا وهذا بذل جهدا وحسب هذا الجهد نعطي لهما المال. فالمال هو ورقة نقدية نتفق على إتخاذها مقياسا لجهد ما "إذن المال فكرة".
فكرة إخترعناها لقياس جهد الإنسان ففي قديم الزمان كان تبادل السلع عن طريق المقايضة فإخترعنا المال ليكون واسطة، فلم نعد نتعامل بالطريقة القديمة: مثلا اعطني قمحا أعطيك تمرا، بل أصبحنا نتعامل بالمال، اعطني 100 أعطيك كذا قمحا. وأنت تحصل من الجهذ في وظيفتك على المقابل وهو الراتب.
لكن لأن المال فكرة، يعني ليس من يقدم جهدا أكبر يجمع مالا اكثر، بل من يفكر أكثر يجني مالا أكثر.
ولذلك الطبيب يجني أكثر من البناء مثلا، رغم أن الطبيب يجلس في عيادته ولايتعب كثيرا، والبناء في ورشة العمل يتعب، لكن الطبيب يستعمل عقله أكثر فلذلك يجني مالا أكثر، لذلك قلت لك لتخرج من متاهة الفأر عليك أن تستعمل عقلك، لتعرف كيف يعمل المال وماهي طرق كسبه، ولايكفي أن تكون طبيبا لتعيش بدون ضغط، فكونك طبيب يحتاج لنفقات أكثر لتبذو ذو مكانة إجتماعية، فلن تعيش في منزل صغير بل ستريد منزلا فخما، لذلك ستحتاج لقرض كبير من البنك وبالطبع ستكون عليه فوائد ربوية أكبر فتحتاج أكثر من "المال الكثير" الذي تجنيه، فتبقى تتعب في عملك كالجميع فقط لدفع فوائد البنك وإطعام أولادك.
والحل هو أن لا تعمل في الوظيفة من أجل المال بل أن تجعل المال يعمل من أجلك، عن طريق "الإستثمار". فزيادة النفقات وتزايد ساعات العمل وضغطه يجعلنا لانبحث عن الحلول بل ان نتمنى زيادة الراتب ظنا منا أن هذا هو الحل لكن الحل هو الإستثمار وجعل المل يعمل من أجلك.
إن الوظيفة تعطينا مالا لننفقه في أشياء تخرج المال من جيبنا فالسيارة تحتاج إلى بنزين لتتحرك وتحتاج لصيانة دورية، وكذلك المنزل دائما مايحتاج لصيانته و تأثيثه، كما تحتاج دوريا لملابس جديدة، تحتاج لدواء إذا مرضت، وكل هذا يخرج المال من جيبك وهذه الأشياء التي تشتريها وتنفق عليها تسمى : الخصوم.
أما الإستثمار فيكون بشراء أشياء تدخل المال لجيبك، وهذه الأشياء تسمى : الأصول. ومع إزدياد أصولك يزيد دخلك منها حتى يصبح أكثر من وظيفتك، وحينها لن تضطر للعمل مجددا، وستنصرف أنت لزيادة أصولك وستكون سعيدا لأنك تفعل ماتحب، ودخلك هو الذي يزيد بزيادة أصولك، وليست النفقات هي التي تزيد بزيادة خصومك على رأسها: منزلك.
فماهي الأصول إذن، كما قلنا هي كل مايدخل المال لجيبك، ومنها العقارات التي سأسردها كمثال.
إذا كنت ذو بصيرة لما حولك، ستعثر على من يريد بيع أرضه، إدخار عام واحد يمكنك من شراء أرض متوسطة المساحة تزيد قيمتها مع الوقت ثم تبيعها فتحقق ربحا وقد تؤجرها فتحصل على دخل شهري منها، فإذا قاومت رغباتك في شراء أشياء فخمة لإبهار أصدقائك ورغباتك في السفر و زيارتك إسطنبول والظهور بملابس فخمة وإنصرفت في إدخار المال فعشر سنوات كافية لتشتري عقارات عديدة وإيجارها سيحقق لك دخلا أكثر من وظيفتك، فتوظف هذا الدخل لزيادة اصولك فيزيد دخلك ولن تضطر للعمل مجددا عند مدير تكرهه.
وهكذا منذ ان كانت خطتك في الحياة هي التخرج والتوظف حتى التقاعد لدفع النفقات وإطعام الأولاد وشراء ماتبهر به أصدقائك تصبح خطتك هي الإدخار لشراء الأصول و تحقيق دخل منها و الاستمرار في شراء الأصول. وتذكر لاأحد يضمن أن بعد تخرجك ستحصل على وظيفة مدى الحياة فعالم مليء بأزمات إقتصادية تجعل الجميع يفقدون وظائفهم، وهو مايحصل في اليونان اليوم، فماذا تفعل إذا فقدت وظيفتك وأنت تعول والبنك يجري خلفك.
لذلك قلت لك اسثيقظ فالجامعة ليست كل شيء، إنها لا تعلمنا شيئا عن الأصول والخروج من دائرة الإستيقاظ - الذهاب للعمل - إطعام الأولاد، الإستيقاظ - الذهاب للعمل - إطعام الأولاد ... لقد أصبحنا نعيش في عالم مختلف تماما سريع التغيير وهذه هي قواعد "عالم اليوم" الإستثمار والمعرفة المالية لكي لاتضطر للعمل تحت الضغط وتبقى خافا من فقدان الوظيفة وأنت تعول.
فإذا لم تتغير فستضربك الحياة أرضا أما إذا تغيرت فستربح السعادة إلى الأبد.
وإذا أردت أن تتعلم كيف يعمل المال وأسراره وكيف تدخل عالم الأثرياء ابق متابعا لنا فالمئات من القالات قادمة تحكي عن هذا العلم الذي لايعلمونك إياه في المدرسة، لأنه إذا تعلق الأمر بالمال، فمجتمعنا يعرف طريقة واحدة : إعمل بجهد أكبر، بيد أن عالم اليوم لايعترف إلا بمن يعمل بذكاء أكبر.
لكن مهلا: إستيقظ، ومرحبا بك في عالمنا الواقعي فبين الحلم والحقيقة خط فاصل لايجتازه الا الشجعان.
إن المدرسة تعلمك مهارة تخولك العمل في مجال ما، وبعد التخرج تجد وظيفة لتبدأ في الادخار للمنزل ومشروع الزواج، هذا ماتعلمك إياه المدرسة طيلة 16 سنة من التعليم، لكن هل سألت نفسك ماذا بعد التخرج من الجامعة ؟ إنه سؤال مخيف، فبعد التخرج ستحتاج منزلا وستكون لك أسرة تنفق عليها فتحتاج للإدخار من جهة، وتزداد النفقات من جهة أخرى، ولاشيء يضمن لك وظيفة ذات دخل مرتفع، إذ هناك من تخرج قبلك وله أقدمية فتكون أنت موظف جديد ذو راتب صغير، فمع زيادة النفقات، والحاجة للإدخار، تحتاج أن تعمل بكد أكبر منتظرا الترقية يوما ما، فتزداد الضغوط عليك، وقد تكره ماتعمله أو يكون مديرك شريرا ويضغط عليك دائما، لكن لامفر لك فقد درست طوال سنوات عمرك وكافحت للحصول على وظيفة، فالحصول على وظيفة في إدارة ما أو شركة ما ليس أمرا سهلا، وها أنت تقارب الثلاثين ولم تتزوج بعد ومنزلك مازال حلما، فتضطر لتقبل استئساد مديرك عليك، وتتحمل ضغوط العمل وقد تعمل في وظيفة ثانية من أجل أن يزيد دخلك، فتزيد ساعات العمل وتزيد معها ضغوط العمل والضغوط الاجتماعية، فصديقك في الجامعة أصبح يسوق سيارة فارهة، فتحتاج أنت لسيارة، وملابس غالية وهاتف نقال أحدث صيحة ورحلة الى اسطنبول أو دبي وغير ذلك، فتزداد النفقات رغم أنه ازداد دخلك، فتجد نفسك مجددا مضطرا للعمل أكثر لكن لا تستطيعن فيومك فيه 24 ساعة فقط، فلا يمكنك الحصول على وظيفة ثالثة، فتجد نفسك في حفرة، واذا تزوجت وصار لك أولاد ظهرت نفقات جديدة فلم يعد دخلك كافيا، فتصبح حياتك متاهة كلها: إستيقظ - إذهب للعمل - اطعم الأولاد، إستيقظ - إذهب للعمل - اطعم الأولاد... فتجد نفسك كالهامستر الذي في الصورة في الأعلى يتعب نفسه في الجري ليجد نفسه في النهاية في المكان ذاته، هذه هي الحياة التي تنتظر من يحلم بالسهولة، إذن ماالحل؟
في وسط الكدح من أجل إطعام الأولاد وتسديد المال الذي إقترضته من البنك لشراء المنزل، وتسديد الفوائد الربوية لهذا القرض أيضا، ستبقى تعيش طول حياتك ظانا أن الترقية في وظيفتك أو الحصول على وظيفة ذات دخل أكبر هو حل المشكلة، أو تحلم أن تصبح ثريا لكي لاتضطر للعمل 15 ساعة في اليوم، لكن هذا ليس حل المشكلة، بل هذا يعجل من ظهور أعراضها. فما الحل؟
سأقول لك شيئا واحدا إستعمل هذا الذي بين أذنيك: عقلك.
الجامعة تعطيك مهارة للعمل في مجال ما، لكن من يطعم اولادك؟ إنه راتب وظيفتك، ومن هذا الراتب تسدد قرض المنزل وتشتري السيارة وتشتري الكماليات وغير ذلك، ومع كل هذا، راتب وظيفتك لن يبقى قادرا على سداد كل النفقات، فتحتاج لإدارة المال حتى تخرج من متاهة الفأر ولا تكون كالهامستر، أي أن الأمر يتعلق بـ "علم المال"، أي "كيف يعمل المال"؟
المشكلة هي أن الجامعة لاتعلمنا كيف يعمل المال بل تكتفي بإعطائنا مهارة في مجال ما للعمل من أجل المال لإطعام الأولاد وتسديد قرض المزل زائد الفوائد على هذا القرض، لكنها لاتعلمنا كيف يعمل المال؟
ياحبيبي هل سألت نفسك ماهو المال؟
إنه ذلك الشيء الجميل الذي يشتري لنا كل مانرغب فيه. هل هذا هو المال حقا، مجموعة أوراق تحمل رقما، 1000 مثلا ومرسوم فيها ثور أحمر اللون، قطعا لا.
إن الأوراق النقدية هي أوراق في المقام الأول، لكننا متفقون على إتخاذها مقياسا على حسب الجهذ المبذول من طرف شخص ما، فإذ لم يكن هناك إتفاق لم تعد هذه الأوراق ذات قيمة، فلن تقبل مني أن أدفع لك بالمارك الألماني مثلا والذي لم يعد أحد يستعمله (فقد تحولت ألمانيا لليورو)، لن تقبل مني ذلك رغم ان المارك كان من العملة الصعبة في الماضي لكن لا أحد يتفق أنه كذلك الآن، فلذلك لم يصبح ذو قيمة ولن تقبله مني.
لذلك فالمال ليس أوراقا مطبوعة، فماهو إذن؟
لنستمر في الحكاية، لدينا نجار ولدينا بناء، الأول يحضر المادة الأولية وهي الخشب وبجهده يحولها إلى طاولة جميلة، والثاني يحضر المادة الأولية وهي الإسمنت والطوب وبجهده يحولهما إلى منزل جميل، هذا بذل جهدا وهذا بذل جهدا وحسب هذا الجهد نعطي لهما المال. فالمال هو ورقة نقدية نتفق على إتخاذها مقياسا لجهد ما "إذن المال فكرة".
فكرة إخترعناها لقياس جهد الإنسان ففي قديم الزمان كان تبادل السلع عن طريق المقايضة فإخترعنا المال ليكون واسطة، فلم نعد نتعامل بالطريقة القديمة: مثلا اعطني قمحا أعطيك تمرا، بل أصبحنا نتعامل بالمال، اعطني 100 أعطيك كذا قمحا. وأنت تحصل من الجهذ في وظيفتك على المقابل وهو الراتب.
لكن لأن المال فكرة، يعني ليس من يقدم جهدا أكبر يجمع مالا اكثر، بل من يفكر أكثر يجني مالا أكثر.
ولذلك الطبيب يجني أكثر من البناء مثلا، رغم أن الطبيب يجلس في عيادته ولايتعب كثيرا، والبناء في ورشة العمل يتعب، لكن الطبيب يستعمل عقله أكثر فلذلك يجني مالا أكثر، لذلك قلت لك لتخرج من متاهة الفأر عليك أن تستعمل عقلك، لتعرف كيف يعمل المال وماهي طرق كسبه، ولايكفي أن تكون طبيبا لتعيش بدون ضغط، فكونك طبيب يحتاج لنفقات أكثر لتبذو ذو مكانة إجتماعية، فلن تعيش في منزل صغير بل ستريد منزلا فخما، لذلك ستحتاج لقرض كبير من البنك وبالطبع ستكون عليه فوائد ربوية أكبر فتحتاج أكثر من "المال الكثير" الذي تجنيه، فتبقى تتعب في عملك كالجميع فقط لدفع فوائد البنك وإطعام أولادك.
والحل هو أن لا تعمل في الوظيفة من أجل المال بل أن تجعل المال يعمل من أجلك، عن طريق "الإستثمار". فزيادة النفقات وتزايد ساعات العمل وضغطه يجعلنا لانبحث عن الحلول بل ان نتمنى زيادة الراتب ظنا منا أن هذا هو الحل لكن الحل هو الإستثمار وجعل المل يعمل من أجلك.
إن الوظيفة تعطينا مالا لننفقه في أشياء تخرج المال من جيبنا فالسيارة تحتاج إلى بنزين لتتحرك وتحتاج لصيانة دورية، وكذلك المنزل دائما مايحتاج لصيانته و تأثيثه، كما تحتاج دوريا لملابس جديدة، تحتاج لدواء إذا مرضت، وكل هذا يخرج المال من جيبك وهذه الأشياء التي تشتريها وتنفق عليها تسمى : الخصوم.
أما الإستثمار فيكون بشراء أشياء تدخل المال لجيبك، وهذه الأشياء تسمى : الأصول. ومع إزدياد أصولك يزيد دخلك منها حتى يصبح أكثر من وظيفتك، وحينها لن تضطر للعمل مجددا، وستنصرف أنت لزيادة أصولك وستكون سعيدا لأنك تفعل ماتحب، ودخلك هو الذي يزيد بزيادة أصولك، وليست النفقات هي التي تزيد بزيادة خصومك على رأسها: منزلك.
فماهي الأصول إذن، كما قلنا هي كل مايدخل المال لجيبك، ومنها العقارات التي سأسردها كمثال.
إذا كنت ذو بصيرة لما حولك، ستعثر على من يريد بيع أرضه، إدخار عام واحد يمكنك من شراء أرض متوسطة المساحة تزيد قيمتها مع الوقت ثم تبيعها فتحقق ربحا وقد تؤجرها فتحصل على دخل شهري منها، فإذا قاومت رغباتك في شراء أشياء فخمة لإبهار أصدقائك ورغباتك في السفر و زيارتك إسطنبول والظهور بملابس فخمة وإنصرفت في إدخار المال فعشر سنوات كافية لتشتري عقارات عديدة وإيجارها سيحقق لك دخلا أكثر من وظيفتك، فتوظف هذا الدخل لزيادة اصولك فيزيد دخلك ولن تضطر للعمل مجددا عند مدير تكرهه.
وهكذا منذ ان كانت خطتك في الحياة هي التخرج والتوظف حتى التقاعد لدفع النفقات وإطعام الأولاد وشراء ماتبهر به أصدقائك تصبح خطتك هي الإدخار لشراء الأصول و تحقيق دخل منها و الاستمرار في شراء الأصول. وتذكر لاأحد يضمن أن بعد تخرجك ستحصل على وظيفة مدى الحياة فعالم مليء بأزمات إقتصادية تجعل الجميع يفقدون وظائفهم، وهو مايحصل في اليونان اليوم، فماذا تفعل إذا فقدت وظيفتك وأنت تعول والبنك يجري خلفك.
لذلك قلت لك اسثيقظ فالجامعة ليست كل شيء، إنها لا تعلمنا شيئا عن الأصول والخروج من دائرة الإستيقاظ - الذهاب للعمل - إطعام الأولاد، الإستيقاظ - الذهاب للعمل - إطعام الأولاد ... لقد أصبحنا نعيش في عالم مختلف تماما سريع التغيير وهذه هي قواعد "عالم اليوم" الإستثمار والمعرفة المالية لكي لاتضطر للعمل تحت الضغط وتبقى خافا من فقدان الوظيفة وأنت تعول.
فإذا لم تتغير فستضربك الحياة أرضا أما إذا تغيرت فستربح السعادة إلى الأبد.
وإذا أردت أن تتعلم كيف يعمل المال وأسراره وكيف تدخل عالم الأثرياء ابق متابعا لنا فالمئات من القالات قادمة تحكي عن هذا العلم الذي لايعلمونك إياه في المدرسة، لأنه إذا تعلق الأمر بالمال، فمجتمعنا يعرف طريقة واحدة : إعمل بجهد أكبر، بيد أن عالم اليوم لايعترف إلا بمن يعمل بذكاء أكبر.